قدوة العالمين الجزء الثاني

المؤلف: مدحت رضا ماهر

الناشر: دار المنتدى للنشر والتوزيع

الفئة: إسلامية

ISBN: 978-977-6968- 17-2

تاريخ النشر: 2022

الوصف: مقتطف من كتابي ( قدوة العالمين ) الجزء الثاني تمهيد أشعر أنني قد ظلمت نفسي حينما تعهدت للقارئ بالحيادية كباحث عن الحقيقة فأنا مسلم ومؤمن بل وموقن...وكنت قد ذكرت في مقدمة الجزء الأول أن الباحث يحتاج إلى مجموعة من المبادئ البحثيةوالمصادر البحثية كذلك أما عن المبادئ البحثية- وهى الشق الأصعب لأنها موكولة للضمير - فهي الحيادية والتجرد...و التقمص وهى مبادئ شاقة و مضنية لصاحب البحث... خاصة إن كان مؤمنا صادق الإيمان... إيمانا مسبقا بالنتيجة النهائية التي يريدها لبحثه قبل أن يشرع فيه... وعليه فإنه ليشق على المرء أن يكون محايدا في وجهة نظرة عن شخصية أحبها أيما حب أو يكون متجردا من مشاعره الفياضة أثناء هذا البحثوألا يكون إلا متقمصا لذلك الذي يبحث عنه إن جازله أو جرؤعلى ذلك،التقمص هنا سيصير للشخصية التي يحبها وللشخصية التي يبغضها سواء بسواء...وربما كانت الحيادية مدخلا مناسبا للتجرد من الفكر المسبق...فإن كان لا يصح أن تبحث في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وأنت منحاز ومحب له...فلا يصح أيضا أن تحمل معتقدات و مبادئ إيمانية بالرسالة التي كلفه الله بها عز وجل دون أن تجرد نفسك منها أثناء ومن أجل البحث...ولئن كان الأمر كذلك...فلسوف ترى أثناء بحثك،أعداء لله ولرسوله وللدعوة أيضا، من خصوم قد لا يكونوا بالغي السوء أوهم كذلك...فإما كانت لديهم مصالح تتعارض مع الدعوة،أو معتقد مغاير يشعرون تجاهه بالحب و التقديس، أو قيم وعادات حاكمة لا تتناسب مع ما دعا إليه رسول الله وعليه فينبغي على الباحث تقمص تلك الأنماط البشرية ووضع ذاته محل ذات هذا الخصم و يفكر مثله كي يكون الحكم عليه حكما موضوعيا ومتجردا...وهي مهمة مضنية، شاقة مرهقة ومحفوفةبالمخاطرخاصة على مؤمنإلا أنها واجبة كنت على سبيل المثال محايدا أثناء الحديث عن الفرعون ...وعمَن جادل موسى وعيسى عليهما السلام من اليهود والحواريين...وكنت أظن أن المهمة كانت شاقة ...أما الآن وأنا مقدم على الحديث عن رسول الله ...أشعر أن المهمة أكثر من أن تكون شاقة...فلكي أضع نفسي مكان المجادلين ...أسهل من أن أضع نفسي مكان قدوة العالمين والذي أمرت أن أقتدي به وما أحسبني قادر- أنا أو غيري - على أن أصل إلى السواء ماحييت مهما اقتديت...ولقد لاحظت أنني أُرجئ البداية إشفاقاً على نفسي ...فأنا مقدم على أزمة نفسية ينبغي عليّ تحملها وليعذرني القارئ إن أخفقت ،وليساعدني الله على النجاح...الذي لا حول ولا قوة إلا به...